للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاجتهدوا في جمع السُّنن وضبط الأصول، وسُئلوا فأجابوا، وبنوا القواعد، ومهدوا الأصول، وفرّعوا عليها النوازل، ووضعوا للناس في ذلك [١] التصانيف وبوبوها، وعمل كل واحد منهم بحسب ما فُتح عليه، ووفّق له؛ فانتهى إليهم علم الأصول والفروع، والاختلاف والاتفاق [٢]، وقاسوا على ما بلغهم ما يدل عليه أو يشبهه [٣]. رضى الله عن جميعهم، ووفّاهم أجر اجتهادهم.

فالمتعين على المقلد العامى وطالب العلم المبتدئ، أن يرجع في التقليد لهؤلاء لنصوص نوازله، والرجوع [٤] فيما أشكل من ذلك إليهم لاستغراق علم الشريعة ودورها عليهم، وإحكامهم النظر في مذاهب من تقدمهم، وكفايتهم ذلك لمن جاء بعدهم.

لكن تقليد جميعهم لا يتفق في أكثر النوازل وجمهور المسائل، لاختلافهم باختلاف الأصول التي بنوا عليها، ولا يصح [٥] أن يُقلِّد المقلِّد من شاء منهم على الشهوة والبَخْت [٦]، أو على ما وجَد عليه أهل قطره وآله.

فحظُه [٧] هنا من الاجتهاد النظرُ في اعلَمهم، وتعرف [٨] الأولى بالتقليد [٩] من جملتهم حتى يركَن العاميّ في أعماله إلى فتواه، ويعتمد في تعبُّداته على ما رآه [١٠]؛ وينصب العامى الأعلم من ملتزمي مذاهب [١١] هؤلاء منصبَه، ولا يحل له أن يعدو في استفتائه من لا يرى [١٢] مذهبَه؛ فقد قال بعض المشايخ: إن


[١] للناس في ذلك: ا ب ت خ ط والرجوع: ا ت ط خ ك، -، في ذلك للناس: ك
[٢] والاختلاف والاتفاق: ط ك ب ت خ، والاتفاق والاختلاف: ا
[٣] أو يشبهه: ب ت خ، ويشبهه: ك، وشبهه: ا ط
[٤] والرجوع: ا ت ط خ ك، - ب
[٥] ولا يصح: ط خ، ولا يصلح: ا ب ت ك
[٦] والبخت: ب ت، والبحث: ا خ - ط ك
[٧] فحظه: ب ت خ، وحظه: ا ط
[٨] وتعرف: ب خ، ويعرف ا ت ط ك
[٩] بالتقليد: اب ت ط ك، في التقليد: خ
[١٠] ما رآه: ا ت ط ك، ما رواه: ب خ
[١١] ملتزمي مذاهب: ا ت ط ك، ملتزم مذهب: ب، ملازم مذاهب: خ.
[١٢] من لا يري: ب ت ك ط، من لم ير: خ، من لا يدير: ا.