إحدى عشرة مرة، وغزا مع المنصور ابن أبي عامر كثيرًا من الغزوات، وأنه اشترى أرضًا بسبتة من ماله جعل جزءًا منها وقفًا على المسلمين يدفنون فيه موتاهم، وجزءًا بنى فيه مسجدًا، وديارًا جعلها حبسًا على المسجد، وأنه لازم هذا المسجد للتعبد إلى أن مات سنة ٣٩٧ هـ (١١).
وهى خلال كلها تمكن لنباهة الذكر ورفعة المكانة.
[مولده]
وبسبتة - حسبما كتب القاضي بخطه (١٢)، وعنه نقل ابنه محمد - ولد القاضي عياض، في مُنتصَف شعبان من سنة ٤٧٨ هـ (١٣).
وسبتة قاعدة من قواعد المغرب، هيأها موقعها الجغرافي لأن تكون ملتقى العلماء، سواء الواردون عليها من المشرق والمغرب، بقصد العبور إِلى الأندلس، أم القادمون إِليها من الأندلس إِلى المغرب، بقصد الرحلة أو الإقامة، وأن تصبح - نتيجة لذلك - ملتقى لثقافاتٍ متنوعة متعددة.
وهكذا أنشأ العلماء المقيمون بسبتة، والوافدون إليها، مركزًا ثقافيًا بها، له أهميته، وله مميزاته وخَصائصه.
واتفقت مصادر ترجمة عياض على وصفه بالذكاء، والفهم، والحِذق،