قال ابن حارث: كان من أهل الفقه والأدب، له مناظرة حسنة، وحفظ جيد.
من أصحاب [٢] أحمد بن نصر، غلب عليه آخرا الورع والزهد، ومات مرابطا بسوسة [٣] من رعدة قاصفة سمعها وقد أغفى، فزهقت لها نفسه، وكان اشرب قلبه الخوف.
قال [بعضهم: قلت له يوما - ورأيته يبكي - وقد ذهب بصره - إلى كم هذا البكاء؟ فقال: انما خلقت عيناي][٤] للبكاء، ولساني لتعظيم الله وتحميده، والصلاة على نبيه ﵇، وبدنى للتراب والبلى، وقلبى للخوف والرجاء، ولم أخلق للعب واللهو [٥]، وإنما خلقت للعمل الصالح.
وكان يختم القرآن في كل يوم ختمة، وينظر في المصحف، وبشر بالجنة في منامه.
وتوفى سنة سبع عشرة وثلاثمائة وفيما [٦] حكاه المالكي سنة عشر (٢٥)، ولم يدرك أعمار طبقته (٢٦).
[أبو على تميم بن أحمد]
كان يعرف بابن الشامة، كان حامل علم كثير، مائلا إلى الحجة والانتصار لمذهب مالك ﵁.
توفي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
[١] أبو محمد ﵀: ط - أ م. [٢] من أصحاب: أ م. وكان من أصحاب - بزيادة (وكان): ط. [٣] بسوسة: أ ط، في سوسة: م. [٤] (قال بعضهم .... خلقت عيناي): أ ط - م. [٥] واللهو: أ ط، والهوى: م. [٦] وفيما: أ ط، فيما: م.