كان ﵀ مالكي المذهب، إمامًا في الحديث. حافظًا له، ثقة، ثبتًا، متفننًا [١]، واسع الرواية، متحريًا في سماعه، كثير المعرفة في الصحيح والسقيم، وعلم الرجال، حسن التأليف في ذلك كثيره [٢]؛ وكان مع ذلك زاهدًا، متقشفًا، فاضلا، متقللا: نزل مكة وجاور بها أزيد من ثلاثين سنة، وكان يسكن منها بسارة بني سمابه [٣]، وكان يتحرى الفتيا، ويحيل على من يحضره من فقهاء المالكية للسماع منه.
قال أبو محمد الشنتجالي: من رأى أبا ذر، رآه على هدي السلف الصالح من الصحابة والتابعين.
قال حاتم بن محمد: كان أبو ذر مالكيًا، خيرا، فاضلا، متقللا من الدنيا، يبصر الحديث [٤] وعلله، ويميز الرجال.