قال القابسي: وصلت وفاة السبائي إلى مصر، في تسعة عشر يوما، لجلالته من قلوب [١] الناس، وكان لموته بمصر وجبة في قلوب أهل العلم.
وكان النعالي بمصر يقول: إذا أكربني أمر، فذكرت أن السبائي يدعو لي، تفرج عني.
قال المالكي: كان رجلا صالحا، فاضلا، مشهورا بالعبادة والاجتهاد، كثير الورع، وقافا عن الشبهات، رقيق القلب، غزير الدمعة، متواضعا، مجاب الدعوة، حسن الأخلاق حميد الأدب، طلق الوجه، مباينا [٢] لأهل البدع، شديد الغلظة عليهم، قليل المداراة لهم.
قال ابن سعدون: كان من المتعبدين المتقدمين في العبادة، موصوفا بالعقل والعلم [٣]، وكان مما شغل به نفسه ذكر فضل الصحابة والثناء عليهم، لانتشار أمر المشارقة، فما كان أحد يذكر الصحابة إلا في داره وكان يقول، رأيت عمر بن الخطاب في المنام فأمنني.
[ذكر بدايته وعبادته وشمائله]
قال: وكان أبو إسحاق في ابتداء أمره ولزومه للعبادة، كثير الانزواء عن الناس وكان مروان [٤] بن نصرون [٥] الزاهد مشهورا، فكان الاختلاف إليه - إلى أن مات، فانكشف أبو إسحاق.
قال بعضهم: كان يخلو في مسجد أبي الحكم عشرين سنة، يخلو فيها للعبادة قبل أن يعرف، ولزم الدار [٦] من سنة ثلاثين [٧] وثلاثمائة.
[١] من قلوب: أط. في قلوب. م. [٢] مباينا أط. مجافيا. م. [٣] والعلم، ط م، والفهم: أ. [٤] مروان: أ - ط. م. [٥] نصرون. أط. منصور: م. [٦] ثلاثين، أط، نيف، م. [٧] الدار: أط، المكان، م.