وأبو حنيفة بثلاثين سنة، وهَمّام [٣](١) بأكثر من ذلك، وأغرب من هذا [٤] الزُّهريّ، توفى قبلَ مالكٍ بخمس وخمسين سنة.
قال أبو الحسَن الدَّارُقطني:
لا نعلم [٥] أحدًا تقدَّم أو تأخَّر اجتمَع له ما اجتمع لمالك، وذلك أنه روى عنه رجُلَان حديثًا واحدًا بينَ وفاتَيْهما [٦] نحوٌ من مئة وثلاثين سنةً: مُحمد بن شهاب الزُهري شيخه، تُوفى سنةَ خمسٍ وعشرين ومائة، وأبو حُذَافةَ السَّهْمي، توفى بعد الخمسين ومائتَين، رَويا عنه جميعًا حديث الفُرَيْعَة (٢) بِنتِ مالِك في سُكْنَى المعْتَدَّة (٣).
[باب تحريه في العلم والفتيا والحديث وورعه فيه وإنصافه]
قال عبد الرّحْمان العمَري: قال لي مَالك: رُبَّما وردَت عليّ المسألةُ تمنعني من الطَّعام والشَّراب والنَّوم، (*) فقلتُ له [٧]: يا أبا عَبد الله! والله [٨] ما كلامك عند الناس إلا نَقْش [٩] في حجر، ما تقولُ شيئًا إلا تلقَّوْهُ منك.
[١] بسبع عشرة: ب ت خ ك، بتسع عشرة: ا ط [٢] القاضي: خ. - ا ب ت ك ط [٣] وهمام: ب ت ك ط، وهشام: أخ [٤] من هذا: ا ب ت ك ط، من ذلك: خ [٥] لا نعلم: ا ب ك ط خ، لم نعلم: ت [٦] وفاتيهما: ب ت ك ط، وفاتهما: ا خ [٧] له: ا، - ب ت د خ ك ك ط [٨] والله: ا ط خ ك، - ب ت [٩] نقش: ا ب ط خ، الا كنقش: ك ت.