وكان حافظا للرأى، مقدما فيه جيد القريحة، وشاوروه أحمد بن بقى القاضي.
قال ابن حارث: لم يكن بقرطبة في وقته اكمل منه علما، ولا اظهر فقها، وكان محببا في الناس لجميل خصاله، [عاقلا، حصيفا، فقيها][١]، عالما، حسن المعاشرة، أديبا، وأراد قاضي قرطبة تقديمه للشورى، فاعترضه ابن أيمن، وقال له [٢]: ان اردت ذلك، فقدم أولادنا لذلك، فكف القاضى عنه.
وتوفى -حدثا- منصرفه من الغزو، ودفن بقلعة رباح: منتصف صفر، سنة خمس وعشرين، بعد وفاة ابيه بنحو عشر سنين [٣].
أحمد بن عبادة بن علكدة بن نوح (٥٤)
ابن اليسع، بن شعيب، بن الجهم، بن عبادة بن علكدة، الرعيني، أبو عمر قرطبي.
سمع الخشني، وابن وضاح، وأبا صالح، و به تفقه.
ورحل فسمع ابن [٤] المنذر، والعقيلي وابن الأعرابي، وغيرهم، بالقيروان، والشام، والحجاز، وكان منقبضا.
سمع منه أحمد بن عون الله [٥].
ولى الصلاة، وقلد الشورى، فلم يتقلدها - فيما قاله ابن أبي دليم.
[١] عاقلا حصيفا فقيها: أ م، عاقلا فقيها حصيفا: ط. [٢] له - أ ط - م. [٣] عشر سنين: أ ط، عشرين سنة: م. [٤] ابن: أ م -ط. [٥] عون الله: ط م، عبد الله: أ.