قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران من أعلم الناس وأحفظهم. جمع حفظ المذهب المالكي إلى حفظ حديث النبي ﷺ، ومعرفه معانيه؛ وكان يقرأ القرآن بالسبعة، وجودها؛ مع معرفته بالرجال، وجرحهم [١] وتعديلهم؛ أخذ عنه الناس من أقطار المغرب والأندلس. واستجازه من لم يلقه؛ وخرج من عوالي حديثه نحو مائة ورقة.
قال حاتم: ولم ألق أحدًا أوسع منه علما، ولا أكثر رواية.
قال عمر الصقلي: أبو عمران الثقة، الإمام، الدين، المعلم.
وذكر أن الباقلاني كان يعجبه حفظه ويقول (له)[٢]: لو اجتمعت في مدرستي أنت وعبد الوهاب بن نصر - وكان إذ ذاك بالموصل - لاجتمع فيها علم مالك: أنت تحفظه، وهو ينصره؛ لو رآكما مالك لسر بكما.