وتوفي أبو عمر ﵀ أول انبعاث الفتنة البربرية بقرطبة في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعمائة منية الفجأة، ويقال: سبب موته ما جرى على أصحابه: زعماء قرطبة بني ذكوان عند تكبتهم، وتسييرهم عن الأندلس؛ وأعظم الناس ما جرى عليهم وذهلوا، لعظمهم في أنفسهم؛ فيقال إن موته كان بعد [١] تسييرهم عن الأندلس بيوم - والله أعلم، مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وذكر ابن أخيه أبو الأصبغ [٢] قال: كان عمي من أشد الناس رضى عن ابن المسيب، وأحرصهم على اقتفاء أثره وسيرته؛ لا يزال يذكره، ويحفظ أخباره، ويثني عليه؛ فلما احتضر، رأيناه يتبسم ويسلم [٣]، ويشير بأصبعه ويقول: انزل يا سيدي - رضي الله عنك - إلي، إلي؛ الساعة أقوم معك - بكلام خفي فسئل فقال: هذا سعيد بن المسيب معي جاءني، ثم لفظ ﵀
[١] بعد: ا ط - ن. [٢] أبو الأصبغ: ا ط، ابن الأصبغ: ن. [٣] ويسلم: ا ن، ويلم: ط.