قال أبو القاسم اللبيدي: اجتمع عيسى بن ثابت العابد بالشيخ أبي محمد، فجرى بينهما بكاء عظيم وذكر، فلما أراد فراقه قال له عيسى: أحب [١] أن تكتب اسمي في البساط الذي تحتك، فإذا رأيته دعوت لي، فبكى أبو محمد وقال له: قال الله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ (٢٧٠))) فهبني دعوت لك، فأين العمل الصالح يرفعه.
وفاته ﵀ -[٢]
وتوفى أبو محمد بن أبي زيد [٣] سنة ست وثمانين وثلاثمائة، ورثاه كثير من أدباء القيروان بمراثى [٤] مشجية، منها [٥] قول ابن [٦] الخواص الكفيف.
هذا لعبد الله أول مصرع … ترزي به الدنيا وآخر مصرع
كادت تميد الأرض خاشعة الربا [٧] … وتمور أفلاك النجوم [٨] الطلع
عجبا لا يدري [٩] الحاملون لنعشه … كيف استطاعة [١٠] حمل بحر منزع
[١] أحب: أ ط، أريد. م. [٢] ﵀ وغفر له، م. [٣] بن أبي زيد، أ ط. [٤] بمراثي، أ. بمراث، ط م، منها، أ. [٥] فمن ذلك، ط، فمن - بإسقاط (ذلك): م. [٦] ابن: أ، أبي: ط م. [٧] الربا: أ ط - م. [٨] النجوم، أ ط، السماء، م. [٩] لا يدري أ ط. أيدري. م. [١٠] استطاعة، أط، استطاعت، م. [١١] وحلما، أط، وحكما، م.