مظلة، وقد أحرقته الشمس، فقال له: لو سترت نفسك من الحر!
فأنشأ يقول:
ضحيت له كى أستظل بظله … إذا الظل أضحى في القيامة قالصا
وعادت نفوس الناس عند حلوقهم … يريقون ريقا غائر الماء شاخصا
وما كنت ترجو أن ينالك حرها … وقد كنت من حر الظهيرة حائصا (١٨)
لعمرى لقد ضاعت أمور لأهلها … ليغتبطن بالسبق من كان خالصا
قال: وكان أحمد بن المعذل إذا أحزنه أمر قام في الليل يصلى، ويأمر أهله بذلك، ويتلو: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ﴾ (١٩) (*) الآية. ثم ينشد:
أشكو إليك حوادثا أقلقنني … فتركنني متواصل الأحزان
لولا رجاؤك والذي عودتنى … من حسن صنعك لاستطار جناني
من لي سواك يكون عند شدائدى … إن أنت لم تكلأ فمن يكلاني
وأنشد ابن عبيد له (٢٠):
التمس الأرزاق عند الذي … ما دونه ان سيل من حاجب
من يغمر التارك تسآله … جودا، ومن يرضى عن الطالب
ومن إذا قال جرى قوله … بغير توقيع ولا كاتب
وله قصيدة مشهورة في صفة النخلة، ولاخيه أيضًا أرجوزة مشهورة فيها.
وأنشد له الحصري والجراحى:
أخو دنف (٢١) رمته فأقصدته … سهام من لحاظك لا تطيش
(١٨) ك، م: حائصا - أ: حارصا - ط: خالصا.
(١٩) الآية ١٣٢ من سورة طه.
(٢٠) ك، ط: وأنشد ابن عبيد له - أ: وأنشد ابن عبيد الله - م: وأنشد ابن عبيدة له.
(٢١) م: ـخو دنف - ا، ك، ط: أخو ذنب.