قال أحمد: دخلت المدينة، فتحملت على عبد الملك بن الماجشون برجل ليخصني ويعني بي، فلما فاتحني قال: ما تحتاج أنت إلى شفيع، معك من الحذاء (١٧) والسقاء ما تأكل به لب الشجر، وتشرب به صفو الماء.
وكان أحمد يذهب إلى البادية ويكتب عن الأعراب.
* * *
قال المبرد: رأيت أحمد بعرفات مضحيا للشمس لا يستظل. فقلت: ما هذا يا أبا الفضل؟
فقال:
ضحيت لكيما أستظل بظله … إذا الظل أضحى في القيامة قالصا
فيا أسفا إن كان أجرك حابطا … ويا حزنا إن كان حجك ناقصا
وحكى الدينورى قال: كان أحمد بن المعذل إذا حج لا يستظل، فلقيه بعض أصحابه بين مكة والمدينة وهو في صائف شديد الحر، ليس له
(١٤) الآيتان ٤٥ - ٤٦ من سورة النحل. (١٥) الآية ١٧ من سورة الأعراف. (١٦) الآية ٣٣ من سورة الأنفال. (١٧) ك: الحذاء، وكذلك في الديباج - أ: الحداء ط، م: غير واضحة.