لبتلت دعوى مسلم متبهل (٣٠٨) … فقد يعلم الله السريرة والجهرا
على مالك، أيام يفتيك مالك … ولم يبل عهدا من نبى ولا أمرا
لبين التي لو كنت خيرت بينها … وبين يدى، لاخترت بت يدى بترا
عشية يفتيني ويزعم أن بي … عزاء على هجران رامة أو صبرا
فقد جار في يوم المدينة (٣٠٩) مالك … وأجرى لقتلى وهو يلتمس الأجرا
فرحت، وقد أجدت مشورة مالك … نوافذ تحتل الجوانح والصدرا
فما أن أبالى بعد ما صرت محرما … بعاقبة، لو جاب لي رامس قبرا
وأفنيت عبرات الدموع عليكم … وغادرت دمع العين منحدرا يترا
- * -
قال عمرو بن سليم: رأى مالك فتى يمشي مشية منكرة، فقام مالك، فجعل يمشى إلى جنبه يحكيه. فوقف الفتى، فقال له مالك: مشيتى حسنة؟ قال: لا، قال: فلم تمشيها أنت؟ قال: لا أعود *
(٣٠٨) كذا في نسخة "ك"، وبتل لله: انقطع إليه وأخلص، ومتبهل بمعنى مبتهل، أي متضرع إلى الله مجتهد في الدعاء - وفى نسختي أ، ط: لبتلت دعوي مسلم متبثل. (٣٠٩) ك: جار في يوم المدينة - أ: جارني يوم المدينة.