حتى يقولوا لا إله إلا الله" الحديث. قال: "ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا" (٧٦).
قال زهير: فقلت له: فإن الطائفتين عادت بعضها بعضا.
فاسترجع وتعجب، قال لي: وقد أقام الناس يصلون إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم أمروا بالصلاة إلى البيت الحرام، فقال الله: "وما كان الله ليضيع إيمانكم" (٧٧) يعنى صلاتكم إلى بيت المقدس، وإنى لأذكر بهذه الآية قول المرجئة: إن الصلاة ليست من الإيمان.
قال زهير: وقد كان دخل على مالك من سأله عن نحو هذا، فأمر به فأخرج، وكأنه يسخر بي.
* * *
قال غير واحد: سمعت مالكا يقول: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وبعضه أفضل من بعض. قال: والله في السماء وعلمه في كل مكان.
قال ابن القاسم: كان مالك يقول: الإيمان يزيد، وتوقف عن النقصان، وقال: ذكر الله زيادته في غير موضع، فدع الكلام في نقصانه وكف عنه.
وقال مالك: أنا مؤمن والحمد لله.
وقان ابن أبي أويس: قال مالك: القرآن كلام الله، وكلام الله من الله، وليس في الله شيء مخلوق.
زاد غيره عنه: ومن قال: القرآن مخلوق، فهو كافر، والذي يقف أشد منه يستتاب، وإلا ضربت عنقه.
وفي رواية ابن نافع عنه: يجلد ويحبس من قال ذلك.
(٧٦) الآية ٩٣ من سورة النساء. (٧٧) الآية ١٤٢ من سورة البقرة.