وأنشد له الزبيدي:
صلاح أمرى والذي أبتغى … هين على الرحمان في قدرته
ألف من الصفر، وأقلل بها، … لعالم أربى على بغيته
زرياب قد يأخذها قفلة (١٦٣) … وصنعتى أشرف من صنعته
ويروى (يأخذها زرياب في نوبة)
وأنشد له ابن الفرضى قصيدة كتب بها إلى أهله من المشرق، سنة عشر ومائتين:
أحب بلاد الغرب والغرب موطنى … ألا كل غربى إلى حبيب
فيا جسدا أضناه شوق كأنه … إذا نضيت عنه الثياب قضيب
ويا كبدا عادت رفاتا كأنما … يلذعها (١٦٤) بالكاويات طبيب
بليت وأبلاني اغترابي ونأيه … وطول مقامى بالحجاز أجوب
وأهلى بأقصى مغرب الشمس دارهم … ومن دونهم بحر أشج مهيب
وهول كريه ليله كنهاره … وسير حثيث للركاب دؤوب
فما الداء إلا أن تكون بغربة … وحسبك داء أن يقال غريب
فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة … بأكناف نهر الثلج حين يصوب
وحولى أصحابي، وبنتى وأمها … ومعشر أهلى والرؤوف مجيب
ولما بلغه من تحامل الفقهاء عليه، ما كان كتب إلى الأمير عبد الرحمان: أمتع الله الأمير كرامته، وأعلى في الجنة درجته، ان العذرى - أكرم الله الأمير - قال أبياتا أعجب العلماء فيها مثل * يضرب على الأمير في خاصة
(١٦٣) أ، ك، م: قفلة، وكذلك في الديباج في ترجمة عبد الملك بن حبيب ص ١٥٤ وما بعدها وفي نسخة ط: غفلة.
(١٦٤) أ، ط: يلذعها - ك، م: يلدغها. وكذلك في الديباج.