أسمعتكم اليوم حرفا، ثم قعد وقعدنا، فلما رأى ما بنا من الهدو. قال: أين سكينة العلم؟ انما أنا أكفر عن يميني وأسمعكم اليوم، فكفر وأسمعنا.
ونظر ابن وهب الى رجل يمضغ اللبان (٣٤٦). فقال له: انه يقسى القلب، ويضعف البصر، ويكثر القمل؛
قال ابن وهب: كنت أصلى في المسجد بالأسكندرية، فسمعت العلاء بن كثير يقول لأصحابه: ما منكم من ينتدب * لهذا الفتى فيزوجه ابنته؟ تفرسًا فيه.
قال سحنون: نذر ابن وهب الا يصوم يوم عرفة أبدًا، وذلك أنه صام مرة فاشتد عليه الحر والعطش في الموقف. قال فكان الناس ينتظرون الرحمة، وأنا أنتظر الافطار.
قال ابن وهب: قال لى مالك: لا تترك أحدًا (٣٤٧) من أهل الكتاب يعلم المسلمين، قال ابن وهب: وكان معلمى نصرانيًا.
قال يحيى بن يحيى: سمعت ابن وهب يحدث بحديث فيه: (بعد العشرين ومائة ليربى أحدكم جروا خير له من أن يربى ولداً) فاستنكرت ذلك عليه
فقال لي: يا أبا محمد، ما أراك فيما أتاك الله من فضله ولدت الا بعد هذا الأجل؟
فقال لى: نعم (٣٤٨).
(٣٤٦) أ، ط، ك، اللبان - م: اللوبان. (٣٤٧) ك، م: لا تترك أحدًا -أ، ط: لا لا يترك أحد. (٣٤٨) كذا في جميع النسخ التي بين أيدينا "فقال لى نعم" والذى يقتضيه السياق "فقلت له نعم".