وقال ابن حنبل: كان الشافعى أفقه الناس في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وكان قليل الطلب للحديث؛
قال - وقد رآه -: هذا رحمة من الله لأمة محمد ﷺ.
وقال بعضهم: قلت لأحمد: تركت سفيان وعنده التابعون (٢٧١)، يعني، وجئت الى الشافعي؛
فقال لى: اسكت، فان فاتك علم الحديث تجده بنزول لا يضرك في دينك ولا عقلك، وان فاتك (٢٧٢) عقل هذا الفتى أخاف أن لا تجده أبدًا، ما رأيت أفقه في كتاب الله منه.
***
وقال أحمد: كان الشافعى كالشمس للدنيا، والعافية للناس، فانظر هل لهذين من عوض؟
***
قال أحمد: وبلغني أن النبي،ﷺ قال: يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة رجلا يقيم لها أمر دينها، وقال: قد اختلفنا اليه فما رأينا الا خيرًا.
(٢٧١) أ، ط: وعنده التابعون -ك: وعنده السالفون- م: وعنده السابقون. (٢٧٢) - وردت هذه العبارة في نسخة "أ" كما يلى: اسكت فان فاتك علم الحديث تجده بنزول لا يضرك في دينك ولا عقلك، وان فاتك. . . الخ. وفي نسخة: ك: كما يلى: اسكت فان فاتك علو الحديث تجده بنزول لا يضرك في دينك ولا عقلك وان فاتك. . . . الخ. وفي نسخة "ط" كما يلى: اسكت، فان فاتك على الحديث تجده نزولا، ولا يضرك في دينك ولا عقلك، وان فاتك … الخ. اما نسخة فقد سقط منها من قوله: "علم الحديث" أو "علو الحديث" الى قوله "وان فاتك". - ووردت هذه القصة عند ابن خلكان كما يلى: "قال محفوظ بن أبي توبة البغدادي: رأيت احمد بن حنبل عند الشافعي في المسجد الحرام، فقلت: يا أبا عبد الله، هذا سفيان بن عيينة في ناحية المسجد يحدث، فقال: ان هذا يفوت، وذاك لا يفوت".