قال ابن المواز: كنت عنده بعد أن عمى حتى جاءه كتاب أمير المؤمنين يسأله عن أشياء، فلما قرأه القارئ عليه قال له: حول الكتاب واكتب جوابه، وأملى عليه حتى ختمه، ودفعه إلى الرسول.
وقال ابن شعبان: كتب إليه المأمون بولاية القضاء، وكان قد عمي، فامتنع من ذلك.
***
وقيل له: لو خرجت إلى العراق فعالجت بصرك، فإن بها من يعالجه، وتنظر في مالك (٢٠٩)، وكان له بها غلام بتجارة خلط عليه فيها، فقال: لا أفارق المدينة.
وذكر أنه أتى بقادح (٢١٠) يقدح بصره، فقال له: إنك تقيم كذا وكذا على ظهرك مستلقيا، فأبى وقال: ما كنت لألتمس ما جعل الله ثوابه الجنة، بتعطيل فرض من فروض الصلاة.
***
قال ابن حارث: كانت له نفس أبية، كلمه يوما مالك بكلمة خشنة، فهجره عامًا كاملا، وذلك أنه استقصى على مالك في الفرق بين مسألتين، فقال له مالك: تعرف دار قدامة؟ وكانت دارًا يلعب فيها الأحداث بالحمام، وقيل بل عرض له بالسجن.
***
وكان العلماء يفضلونه في علم الأحباس، قال القاضي إسماعيل: عبد الملك عالم بقول مالك في الوقوف.
(٢٠٩) ك، م: وتنظر في مالك - أ: وينظر من حالك - ط: وينظر من حينه. (٢١٠) أ، ط: بقادح - ك، م: بقداح.