قال سليمان بن سالم: جاء مغيث بن رياح إلى بهلول، فأخبره بعزمه على الحج، فقال له أما كنت حججت؟
فقال: نعم. ولكنى اشتقت إلى بيت الله الحرام، وقبر النبي ﷺ؛
فقال له: كم أعددت لخروجك؟
فقال له: مائة درهم؛
فقال له: هل لك أن تأتينى بها فأصرفها في مواضع، وأضمن لك على الله عشر حجج مقبولة؛
فأتاه مغيث بالصرة، فأفرغها تحته (١٤٧) وجلس معه، فلم يزل يدفع منها الخمسة والعشرة، يقول لهذا: تزوج بها وعش بالباقي، ولهذا: أنفقها على عيالك، وللآخر: استر وجهك بها (١٤٨). حتى نفذت. فرأى بعد ذلك رجل صالح، أن آتيا أتاه مرتين في الليل، يقول له: امض إلى مغيث، فأخبره أن الله قد وفاه ضمان بهلول، فأخبره بذلك الرجل.
* * *
قال أبو زرجونة: استغفيت ليلة جمعة، وضربت بمقرعة، فأخبرت بذلك البهلول من الغد، فأكب على يسألني أن أجعل من فعل ذلك في حل؛ فقلت: فعلوا بي وفعلوا، وأجعلهم في حل؟
فقال لي: أيسرك (١٤٩) أن يحال بين أخيك المسلم وبين الجنة بسببك؟
فلم يزل بي حتى جعلتهم في حل.
* * *
(١٤٧) أ، ط - فأفرغها تحته - م، ك: فأفرغها تحت جلد. (١٤٨) أ، ك، م: استر وجهك بها - ط: اشتر لزوجك بها. (١٤٩) ط: أيسرك؟ - أ، ك، م: أيسوءك؟