ثم تمَّم الله على المؤمنين فَضلَه [١]، وختَم أنبياءه ورسلَه [٢] بأَرجعهم مِيزانا، وأرفعهم مكانا، وأَكرمهم أَخلاقا، وأَطيبهم أَعراقا، وأَطولهم في الفضائل باعا، وأكثرِهم أمة وأتباعا، أبي القاسم سيّد ولد آدم، ﷺ كما شرّف وكرّم [٣]، فجاهد في الله حَقَّ جِهاده، وزايل الجلائلَ [٤] الصَّعْبةَ في إرشاد عِباده، حتى أَقامهم على سَواء مَحجَّته، وأَخَذهم طوعًا، وكرهًا بِبالغ حجّته، وساقَهم في السَّلاسل إلى جنَّته (١)، ودَخلوا في دين الله أفواجًا بدعوته، فأنجزَ الله به [٥] وعدَه، وعُبدَ الله تعالى [٦] وحده؛ وخصّه بخير أمة أخرجِت للناس (٢)، فآزروه [٧] في إقامة شَرعه في حياته، وخَلَفوه في حِياطتهِ وحمايته بعدَ وفاته؛ نص في غير موطن على تفضيلهم، وأَمرَ بالاقتداء بهم، وتوعّد [٨] على اتّباع غير سبيلهم؛ بوَّأَهم دار وحيّه ومأْرِز [٩](٣) دينه ومُتبوأَ [١٠] شرعه، ومَهْبط ملائكته ومُهاجر نبيه، ومُنْزل كتابه، ومجثم مثوى [١١] رُسله، ومجتَمع [١٢] الخير كله؛ كهفَ الإيمان والحكمة، ومعدنَ الشريعة والسنّة، وسراج الهَدْى الذي بنوره ضاءت أَقطارُ المشارق والمغارب، ويَنبوع العلم الذي منه استمدّت [١٣] سائرُ الأودية والمذانب. (٤)
[١] فضله: أ ب خ، بفضله: ت ك [٢] ورسله: أ ب ت خ، ورسلهم: ك. [٣] وكرم: ب ت خ ك، - أ [٤] الجلائل الصعبة في إرشاد: أ ب ت ك، الحبائل في الصفة بإرشاد: خ. [٥] به: ك، - أ ب ت خ [٦] وعبد الله تعلى: أ خ، وعبد تعلى: ب ت ك [٧] فآزروه: خ، وآزروه: أ ب ت ك [٨] وتوعد على: ت ك، وتوعد في: خ، وتواعد: أ ب [٩] ومأرز: أ، ومأوى: ت ك، ومنار: خ ب [١٠] ومتبوأ: أ ت ك خ، ومتوا: ب [١١] ومجثم مثوى أ، وتختتم مثوى: ت خ ك، ومختم: ب [١٢] ومجتمع: خ، ومجثم: ب ت ك [١٣] منه استمدت: أخ، استمدت منه: ب ت ك: