وفقيه الحرمين مالك … كان إذ يأمر بالأمر يطاع *
وأنشد لطالب بن عصمة الأندلسي:
إمام الورى في الهدى والسمت مالك … وفي الفقه والآثار ما أن يدارك
فآراؤه في الفقه يسطع نورها … وتسهل من إيضاحهن المسالك
وآثاره يهدى العباد مضيئها (٣٤٢) … كما تهدهم زهر النجوم الشوابك
له من ذرى العلم السنام وشلوه … وفي سائر الناس الشظى والسنابك
وأنشد الزبير أيضا لأبي المعافى:
فدى مالك قوم تمنوا بموته … وما فيهم لو مات عوض ولا خلف
تحمل علم الدين نورا مثقفا … بإسناد أقوام ثقات من السلف
فلما أقام الأود من ذى قسيهم … وكان إليه غاية الرمي والهدف
رموه بنبل كان قد راشها لهم … وعلمهم شد الأساعد والأكف (٣٤٣)
فما ساعد منهم يقاوم ظفره … إذا قست منهم ساعدا ببنان كف
وقيل أن مالكا لما سمع هذا الشعر قال: الله المستعان.
وقال محمد بن أبي زيد لبعض من ناقض قول مالك ﵀:
تخطيت خفض نجوم السماء وهذا هو الأمل الكاذب
تروم إمام الهدى مالكا … وذاك هو الجبل الراسب
فما أثر الذر في صخرة … ومجهوده قائم راتب
بدون منالك (٣٤٤) من مالك … فدونك هذا الرجا الخائب
وأنك من دون ما رمته … بعيد كما بعد الثاقب
وقال عبد السلام بن سليمان:
عادني مالك، فلست أبالي … بعد، من عادني ومن لم يعدني
(٣٤٢) أ: مضيئها - ك: وميضها.
(٣٤٣) هذا البيت ساقط من ك، والمعنى لا يستقيم بدونه.
(٣٤٤) بياض في: أ.