هو العلم عند الله بعد كتابه … وفيه لسان الصدق بالحق معرب
لقد أعربت آثاره ببيانها … فليس لها في العالمين مكذب
ومما به أهل الحجاز تفاخروا … بأن الموطأ في العراق محبب
ومن لم تكن كتب الموطأ ببيته … فذاك من التوفيق بيت مخيب
أتعجب منه إذ علا في حياته؟ … تعاليه من بعد المنية أعجب!
جزى الله عنا، في موطاه، مالكا … بأفضل ما يجزى اللبيب المهذب
لقد أحسن التحصيل في كل ما روى … كذا فعل من يخشى الإله ويرهب
لقد فاق أهل العلم حيا وميتا … فأضحت به الأمثال للناس تضرب
وما فاقهم إلا بتقوى وخشية … وإذ كان يرضى في الإله ويغضب
فلا زال يسقى قبره كل عارض … بمندفق ظلت عزاليه تسكب (١٧٤)
ويسقى قبورا حوله دون سقيه … فيصبح فيما بينها وهو معشب
وما بي بخل أن تسقى كسقيه … ولكن حق العلم أولى وأوجب
وقال أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني في ذلك:
أعم الكتب نفعا للفتيه … موطا مالك، لا شك فيه
فلا تبدأ بشيء من سماع … سواه عن إمام ترتضيه
وصاحب من يعظمه وجانب … كتاب جميع من قد يزدريه
وقال القاضي المؤلف ﵁، في ذلك:
إذا ذكرت كتب العلوم فخيرها … كتاب الموطأ (١٧٥) من تصانيف مالك
(١٧٤) ك: بمندفق ظلت عزاليه تسكب، والعزالى بفتح العين جمع عزلاء، مصب الماء من القربة ونحوها، يقال: أرسلت السماء عزاليها: انهمرت بالمطر، وأرخت الدنيا عزاليها: كثر خيرها - وفى نسخة أ: بمنبعث ظلت عزاليه تسكب.
(١٧٥) ك، م: فخيرها كتاب الموطأ - أ، ط: فحيهل بكتب الموطأ.