مَن أحبَّ أنْ يجيبَ عن مسألةٍ فلْيَعْرض نَفسَه قبلَ أن يجيبَ على الجَنَّة والنار، وكيفَ يكونُ خَلاصُه في الآخرة، ثم يجيب.
وقال:
ما شئٌ أشَدُّ عليَّ من أَن [١] أُسأَل عن مَسألةٍ من الحلال والحَرام؛ لأن هذا هو القَطْعُ في حكْمِ الله، ولَقد أَدْركتُ أَهلَ العِلم والفِقْهِ ببَلدِنا وإِنَّ أَحدَهم إِذا سُئِل عن مسألةٍ كأنَّ الموتَ أَشرَف عليه [٢]، ورأيتْ أهل زَماننا هذا يَشْتَهُون [٣] الكلامَ فيه، والفُتيا؛ ولو وقفوا على مَا يَصِيرون إليه غَدًا لقَلَّلوا من هذا، وإنّ عُمر بن الخطاب، وعَلِّيًا، وعَلْقَمة: خيارَ الصحابة، كانَت تَرِدُ [٤] عليهم المَسائل، وهُم خير القرون الذين بعث فيهم [٥] النَّبيُّ ﷺ وكانوا يَجْمَعون أصحابَ النبي ﷺ: ويسألون، ثم حِينئذ يُفْتون فيها، وأهلُ زَمانِنا هَذا قد صَار فَخْرهم الفتْيَا، فبِقَدر ذلك يُفْتَح لهم من العِلم، قَال: ولم يَكن من أَمْر النَّاسِ، ولا مَن [٦] مضَى مِن سَلَفِنا [٧] الذين يُقْتَدَى [٨] بهِم، ومُعَوَّلُ [٩] الإسلام عَليهم، أن يَقولُوا هذا حلال وهذا حَرام، ولكن يَقولُون [١٠]: أنا أكْرَه كذا، وأرى كذا [١١]، وأمَّا حَلال
[١] على من أن: ا ط ت ك خ، - ب [٢] كان الموت أشرف عليه: ا ب ت ك خ، كان الموت أقرب إليه: ط [٣] يشتهون: ب ت خ ك، يستبقون: ا ط [٤] ترد: ا ط، تتردد: ب ت ك، تردد: خ [٥] القرون الذين فيهم: ا ط ت، القرون بعث فيهم: خ، القرن الذي بعث فيه: ب ك [٦] ولا من: ا ت ك خ، ولا ممن: ط ب (١٣ - ١٤) [٧] من سلفنا: ب ت ك خ ط، ممن سبقنا: ا [٨] سلفنا الذين يقتدي: ا ب ت ط خ، سلفنا المقتدي: ك [٩] ومعول: ب ت ط ك خ، ويعول: ا [١٠] ولكن يقولون: تصويب، ولكن يقولوا: ا ط، ولكن يقول: ب، ولكن يقال: ت ك خ [١١] وأرى كذا: ا ب ط خ ك، - ت.