قال اللبيدي: وكان عمر [١] من العلماء بالقراءة، يجود [٢] رواية ورش، مقدمًا في الاعراب، والناسخ والمنسوخ [٣]، والخاص والعام، والتفسير [٤] والغريب، والحساب والفرائض؛ ودرس الفقه، وسمعت [٥] أبا محمد الصوفي [٦] يقول: ما رأيت في خارج إفريقية أعلم منه: وكان قد لزم السكنى بعد مسرة [٧] بن مسلم بقصر ابن زياد، يؤم فيه، ويطلب عليه الناس، منقطعًا في العبادة، ما رأيته ضاحكًا قط، ولا [٨] كان يتبسم، ولا يتكلم فيما لا يعنيه؛ إنما كان يجلس لقراءة القرآن، ومذاكرة العلم، أو ينزوي للصلاة والذكر؛ وكان من أعلم الناس بالوثائق، والبلاغة في الترسل [٩]؛ وصحب أيضًا حمدون بن مجاهد، ومحمد بن عبد الرحيم بن علي [١٠] بن عبد ربه؛ وكان خاصة بأبي إسحاق [١١] الجبنياني، ينشط إليه ما لا ينشط إلى غيره.