"قال: وحدثتني امرأة - سماها - توفى ابن لها بالفسطاط، فقدمت القيروان، قالت: وكنت أخرج إلى باب سلم كل وقت، فأبكي إلى جانب قبر، فرأيت في المنام كأني هناك، فإذا أهل القبور قعود على قبورهم. الرجال والنساء، فسمعتهم يقولون: قد جاءت هذه المرأة تبكى، ألها عندنا قبر تبكى عليه؟
فقالوا: لا
فقالوا: فلم تؤذينا ببكائها؟
ثم لطمني ميت لطمة بيده الشمال في خدى الأيمن، فقلت: لا تلطم وجهي وقد مسست به الركن والحجر.
فقالوا لى: حزنك بمصر وتوذيننا ها هنا؟
فانتبهت وأثر اللطمة في خدها، وكشفت لى وجهها وفيه أثر السواد، فأقام نحو أربعين يوما ثم ذهب" (٨٤٨).
قال أبو بكر: خرجت امرأتى في فرح، فبت وحدى، فكلمني جني من زاوية الدار، وقال لى: امرأتك تلبس المعصفرات وتنجسنا في مسكننا (٨٤٩)
فقلت له: ومن أين لك عندنا مسكن يا شيطان؟
فقال لى: أولا تدرى ما قتلت لك من ديك أفرق (٨٥٠).
فلما قال هذا أدركنى منه شيء، وقلت: هذا حرز أبي دجانة؟
فقال: أبو دجانة؟
وكان أبو بكر يتخذ ديوكا، فيجدهم أمواتا، كان ذلك الجني يخنقهم، لأن الديك الأفرق يطرد الشيطان.
(٨٤٨) هذه الحكاية كلها ساقطة من نسخة أ من قوله: "وحدثتني امرأة" إلى قوله هنا "ثم ذهب". (٨٤٩) أط: وتنجسنا في مساكننا - م: وتحبسنا في مكاننا. (٨٥٠) أ ط: افرق - م: أخرق - والديك الأفرق هو المشقوق الفرق خلقه.