قال سعدون: كان ياتيني رجل من الجن (٤٨٢) يوقظني للصلاة، فسألته عن اسمه، فقال لي: محمد بن عبد الله، وأخبرني أنه مسلم، وكان يصافحنى، فأجد (٤٨٣) يده صغيرة لينة.
وسألته أن يرينى وجهه فقال لى: ان رأيته تنكد عليك عيشك.
وكان يحدثنى بأخبار الموسم، واعتلت زوجتي فجاءني بدواء فشربته فبريت.
ووجدت ليلة قلة قد فرغ ماؤها، فقلت ما هذا (٤٨٤) الذي فعل بنا؟
فقال لى: يا أبا عثمان: أعلمنى عمى أن حية فقدت ابنها فأتت إلى القلة، فشربت منها الماء، ثم تقيت فيها لتؤذى من يتوضا منها، فخفت أن تتوضأ منها فيصيبك شيء، فأهرقته.
قال سعدون: وسرقت لى حمارة وابنها، فجاءني فقال لي: لقيت السارق، ومضى بها إلى المهدية، فتمثلت له في صورة رجل، وقلت له: هذه حمارة الخولاني، ردها عليه والا فضحتك في المهدية.
فقال لى: نعم، وجاء بها حتى بلغ الحمى فأصبحت فيه وولدها.
فقلت له: تدخل قصور بنى الأغلب؟
فقال: أعوذ بالله، انما أدخل إلى موضع الصالحين.
فلما خرج إلى الحج سألني عصا، فأعطيته قصبة، فاني بعد قضاء الحج بنحو خمسة أيام، رأيت القصبة وقعت بين يدى، وقائلا يقول: أنا ابن أخى ابن عبد الله، مات بالأسكندرية، وأوصانى أن أصرف هذه القصبة اليك.
فقلت له: تكون صديقى كما كان عمك؟
قال: كان عمى رجلا صالحا، وأنا فاسق. ثم غاب عنى (٤٨٥).
(٤٨٢) عند طا: الجان. (٤٨٣) في بعض النسخ: فأحس. (٤٨٤) في بعض النسخ: من. (٤٨٥) عنى ساقطة عند طا.