ويقال انه كان يرى الخضر ﵇، ويجتمع به، وكان يقول: اني لأذهب إلى الخلاء فأتقنع فيه (٣٣٧) حياء من ربى.
وحكى الأجذابى قال: كان محمد بن سحنون بسوسة، فلما صلى الصبح، وجلس بعد الصلاة، قال لمن حوله: يأتيني الآن بشير من القيروان، بأن قراطيس جاريتي، وضعت غلاما أسميه باسمى، وأكنيه بكنية أبي، ويكون رجلا صالحا، فكان كذلك، فوهب للبشير - وكان غلاما له - ثوبا رفيعا كان عليه، ثم قال له: اختره، أو العتق، فاختار العتق، فيقال: انه كان رأى ذلك في نومه والله أعلم.
وكان اشترى قراطيس هذه بمصر، سمع بكاءها في القافلة، فسأل فقيل: جارية لأندلسي يريد بيعها، ولها أبوان بالمغرب.
فرق لها واشتراها، وأرسل بها إلى افريقية، وقال: ما اشتريتها رغبة فيها، ولكن لأجمع بينها وبين أبويها، لعل الله أن يجمع بينى وبين أبي. فتسراها وأولدها.
قال بعضهم: أتيت اليه - يريد محمد بن محمد بن سحنون - فوجدته مستبشرا، فقال بعد كلام: أتانى انسان طويل (٣٣٨)، بعيد الخطى، من جهة السبخة، فقمت اليه، فقصدني، فسلمت عليه وسلم على، ودار بيني وبينه كلام ووصية. وأبى أن يخبر بما دار بينهما. قلنا (٣٣٩) له: أراه الخضر ﵇.
قال: هو.
وامتحن على يد المروزي (٣٤٠) قاضى الشيعة، وقال له: بلغنى عنك أشياء أقل ما يجب فيها سفك الدماء، فاشتغل بما يعنيك. وشبه هذا.
(٣٣٧) اعتراها تصحيف كثير. انظر: طا. (٣٣٨) طا: طوال. (٣٣٩) كذا في جميع النسخ، والصواب: قلت. (٣٤٠) في كامل النسخ: المرودى.