قال بعضهم: كانت لي خصومة عند حماس في وصية، فشهد لي عليها لتبطل، فأعلمني حماس ما شهد على به، فسألت عن مسألتي، فقيل لي: هي شهادة فاسدة لا تلزمك، فلما كان في مجلس آخر قال لي: ما تقول فيما شهد عليك به؟
فقلت: أصلحك الله، هي شهادة فاسدة، ولا تضرني.
فقال لي أحمد بن نصر كاتبه: أوهم القاضي بالحال؟
فقلت له: تدبر مسألتي فقد قيل لي: هي شهادة فاسدة.
فخرج وقال: أنا أعلم بمسألتك، إن لم تأت بمنفعة، وإلا حكمت عليك، أخرج.
فلما كان من الغد، تراءيت له، فدعانى فقال (١٦٠) لي: يا بني! الرجوع إلى الحق خير من التمادى في (١٦١) الباطل، تدبرت مسألتك، والأمر على ما قيل لك - يعنى الشهادة فاسدة - وحكم لي بحقى.
قال أبو محمد بن خيران: كنت أختلف إلى حماس أستفيد منه، فوجدته مستلقيا، ورجل يعد له قبائح ابن (١٦٢) جيمال القاضي وما فعل، فلما خرج قال لي حماس: ماذا يلقى من ولى من أمور الناس شيئًا (١٦٣)؟ ما أراهم إذ (١٦٤) كنا ولينا إلا يتكلمون فينا.
فقلت له: ما كانوا يقولون فيك أصلحك الله إلا ما فيك.
(١٥٩) أ: حبست رجلًا ولم يجله الكاتب - م: حبست رجلًا ولم يحله الكتاب - والكلمة غير واضحة في ط. (١٦٠) عند طا. وقال. (١٦١) عند طا على. (١٦٢) في الأصول: أبي. (١٦٣) عند طا ماذا نلقى من أمور شتى! (١٦٤) في نسخة أخرى: إذا.