فإذا هو قد كتب إليه: "بسم الله الرحمان الرحيم ﴿يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ (٣٢٨) الآية.
وقال: قل لإسماعيل: يعمل ما يرى، فلا اعتراض عليه.
* * *
قال أبو بكر بن أبي الأزهر: دعانى يومًا على بن إبراهيم بن موسى فتشاغلت عنه، فلما كان الغد بكرت إليه معتذرا، فتلقاني كاتب مسرور وقال: انتظرنى قليلا، فإني أريد دخول الحمام.
فدخلت إلى موضع جلوسه.
وتقدم إلى غلمانه بتغييب سرج حمارى ولجامه.
أراه قال: فلما طال انتظاري قمت فوجدت الحمار عريا، فسألتهم، فقالوا: ما ندرى.
فأقمت أعذل الغلام مرة، وأهم بضربه أخرى.
فلما انتصف النهار، علمت أنه في دعوة الحسن بن إسماعيل، فكتبت إليه:
يا ابن خير القضاة (٣٢٩) والحكام … وكريم الأخوال والأعمام
يا ابن من بينت له سنن الذي … ن وتمت شرائع الإسلام
اقض بينى وبين خالك والم … صفى لك الود من جميع الأنام
أنه كادني بأخذ حمارى … وتعدى في سرج واللجام
ومنعت الخروج ظلما وألجئت … إلى الرفق صاغرا بالغلام
مرة أنثنى عليه بضرب … غير مجد ومرة بالكلام
وأشد الأمور أنى قد جعت … كأني محالف للصيام
فتراه أجاز أخذ حمارى! … أتراه يجيز منع الطعام
(٣٢٨) الآية ٢٦ من سورة (ص).
(٣٢٩) أ: يا ابن خير القضاة والحكام - ط، ك، م: يا ابن قاضي القضاة والحكام.