وتوهيم أحد الراويين غير مُعيَّن - وهو بعيد عن تحسين الظَّنَّ (١) -؛ وحينئذ يتساقطان (٢)، ويُتَمَسَّكُ بالقياس.
ورجح القاضي رواية ابن عمر لوجه آخر، وهو مباينتها للمألوف (٣).
وتوهيم (٤) راوي المألوف لاستحكام العادة عليه أقرب من توهيم المُخرج عنه.
وهو (٥) بعيد من تحسين الظَّنَّ (٦)، ثُمَّ كلتاهما ناقلة عن المألوف.
ومن فروعها: إذا وافق أحد الخبرين نظم القرآن، مثل:«الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ نُسُكَانِ فَرْضَانِ لَا يَضُرُّكَ بِأَيْهِمَا بَدَأْتَ»(٧)، فهو موافق لقوله: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ (٨)، بخلافِ قوله:«الْحَجُّ جِهَادٌ، وَالْعُمْرَةُ تَطَوُّع»(٩)، وفيه نظر؛
(١) «أ»: (النظر). (٢) «أ»: (يتناقضان). (٣) قوله: «مباينتها للمألوف» في البرهان: (نافلةٌ عن المألوف). قال المحقق: «ت: ناقلة»، وهو أولى. وتعبير ابن المنير بـ (المباينة) تعبير الأبياري. قارن بالأبياري (٤/ ٢٨١). (٤) «أ»: (وتوهم). (٥) «أ»: (فهو). (٦) (أ): (النظر). (٧) أخرجه الحاكم (١٧٣٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٨٧٦٠) من حديث جابر بن عبد الله، والدارقطني (٢٧١٨) من حديث زيد بن ثابت. وصحح وقفه. انظر: نصب الراية (٣/ ١٤٧)، التلخيص الحبير (٤/ ١٥١٨)، الدراية في تخريج أحاديث الهداية (٢/٤٧). (٨) البقرة: ١٩٦. (٩) أخرجه ابن ماجه (٢٩٨٩) من حديث عبد الله بن أبي أوفى، والطبراني في الكبير (١٢٢٥٢) من حديث ابن عباس، وفي الأوسط (٦٧٢٣) من حديث طلحة بن عبيد الله، والشافعي=