وحيث استند إلى القرائن، فلا بُدَّ من نظرٍ يُميّزُ قرائن الصدق من قرائن الكذب، وعليه يُحمل قول الكعبي:«إنَّ العلم به نظري»، لا على النَّظَرِ في الدليل العقلي.
وشرط الأصوليون: استواء الطرفين والواسطة، أي: إن كان مبدؤه آحاداً أو آل إليها: انفك العلم.
وشرط اليهود - تمهيداً لأنفسهم -: أن يكون فيهم أخِلَّاءُ، والعادة تكذبهم.
فصل (٢)
الأخبار ثلاثة:
* مقطوع بصدقه، وهو قسمان:
الأوَّلُ: ما يصادف علما لم يزل؛ كالأخبار باستحالة اجتماع الضَّدِّينِ، وبإحراق النَّارِ، وبحدث العالم.
الثاني: ما يحصل علمًا لم يكن؛ كالخبر المتواتر، وكأخبار الرسول،
(١) انظر (ص ٧٨). (٢) انظر: البرهان (١/ ٣٧٨ - ٣٨٧)، المستصفى (١/ ٣٦١)، إيضاح المحصول (ص ٤٤٠)، التحقيق والبيان (٢/ ٦١٢)، البديع في أصول الفقه (٢/ ٢٠٥)، البحر المحيط (١/ ٢٢٢ وما بعدها)، شرح الكوكب المنير (٢/ ٣١٧).