بقوله:«كل ما لا يضمن من المتلفات المأخوذة بإشهاد لا يضمن إذا أخذ بغير إشهاد»، مستنبطا لها من تعليل القاضي عبد الوهاب المالكي لهذه المسألة، حيث قال:«ولأن كل ما تلف وقد أخذ بإشهاد لم يضمنه، فإذا تلف وقد أخذ بغير إشهاد لم يضمنه؛ أصله الوديعة»(١).
ويمكن أن تصاغ هذه القاعدة بصيغة أوجز فيقال:«لا أثر للإشهاد في سقوط الضمان». والله تعالى أعلم.
المطلب الثاني
في شرح الكلمات الغريبة والمصطلحات العلمية في القاعدة
إشهاد: مأخوذة من الشهادة، والشهادة لغة: تطلق على الحضور والمعاينة والعلم والإدراك والإخبار بالشيء (٢).
وتطلق الشهادة في اصطلاح الفقهاء على:«إخبار بحق للغير على آخر عن يقين»(٣).
المطلب الثالث
في المعنى الإجمالي للقاعدة
إن الأمانات - كالوديعة ومال القراض واللقطة وغيرها - إذا تلفت من غير
تعدّ ولا تفريط ممن هي في يده، فإن الضمان لا يجب، سواء أشهد عليها حين أخذه أم لم يشهد.
(١) الإشراف للقاضي عبد الوهاب (٢/ ٦٨١). (٢) انظر: معجم مقاييس اللغة (٣/ ٢٢١)، لسان العرب (٣/ ٢٣٨ - ٢٤٣). (٣) كشاف اصطلاحات الفنون (١/ ١٠٤٣). وانظر: الاختيار (٢/ ١٦٦)، حاشية الدسوقي (٤/ ١٦٤ - ١٦٥)، مغني المحتاج (٤/ ٤٢٦)، نيل المآرب (٢/ ٦٨٨).