١٦٧٢ - قوله:(لا يَسَعُه التَّخَلُّف)، أي: لا يَجُوز لَهُ التَّخَلُّف، فهو مُضَيَّقٌ عليه في تَرْك إِقَامتها، لأن الشَّيْء إِذا لَمْ يسَع صَاحِبَه كان ضيِّقًا عليه وأصل "يَسَعُ": يَوسَعُ بـ"الواو"، لأن ما فَاؤُه "واوٌ" إِذا كان مكسورًا في الماضي لا تحْذَف "الواو" في مُضَارِعه. نحو: وَلهَ، (٢) يَوْلَهُ، ووَغِرَ صَدْرُهُ يَوْغَر، (٣) وَوَدِدْت أوَدُّ، ولم يُسْمَع حذف "الواو" إِلَّا في يَسَعُ وَيطَأُ. . (٤)
قال الجوهري:"وإِنَّما سَقَطَتْ "الواو" منهما، (٥) لتَعْدِيهما، [لأَنَّ فَعِلَ يَفْعَل مِمَّا اعْتُلَّ فَاؤُه، لا يكون إِلاّ لَازِمًا، فلَمَّا جاءا من بيْن إِخَواتِهِما متعدِّيَيْن خُولفَ بهما](٦) نَظَائِرَهُما". (٧)
(١) وذلك لعُمُوم الأدِلَّة الواردة في ذلك، ومنه قوله تعالى في سورة البقرة: ٢٨٣، {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}، وقوله تعالى في سورة المائدة: {وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ}. (٢) والوَلَهُ: ذهابُ العَقْل، قاله في: (الصحاح: ٦/ ٢٢٥٦ مادة وَله). (٣) والوَغْرَةُ: شِدةُ توقُّد الحَرِّ، ومنه قِيل: في صَدْرِه عليَّ وَغْرٌ بالتسكين: أي ضِغْنٌ وعَدَاوةٌ وتوقُدّ من الغَيْظ. (الصحاح: ٢/ ٨٤٦ مادة وَغِرَ). (٤) في الأصل: يشطأ وهو تصحيف. (٥) في الصحاح: من يطأ كما سقَطَت من يَسَعُ. (٦) زيادة من الصحاح يقتضيها السياق. (٧) انظر: (الصحاح: ١/ ٨١ مادة وَطَأ).