قال أبو مطيع البلخىّ (٤)، صاحب الإمام أبى حنيفة: قلت لحاتم:
بلغنى أنك تجوز المفاوز بالتّوكّل من غير زاد.
فقال حاتم: بل أجوزها بالزّاد، وإنما زادى فيها أربعة أشياء.
قال: ما هى؟
قال: أرى الدنيا بحذافيرها مملكة الله، وأرى الخلق كلّهم عبيد الله وعياله، وأرى الأسباب والأرزاق كلّها (٥) بيد الله (٥)، وأرى قضاء الله تعالى نافذا فى كلّ أرض.
فقال أبو مطيع: نعم الزّاد زادك يا حاتم، وأنت تجوز به مفاوز الآخرة، فكيف مفاوز الدنيا!!
***
(١) هكذا جاء بالأصل، وفوقها: «كذا»، وجاء رسمها فى ا، ك: «خش» وفوقها: «كذا»، وفى م: «خشكدا»، ولعلها: «خش» و «كدا». وفى الطبقات السنية: «حسن». (٢) أى حاتم المترجم. (٣) الأنساب ٥٧٦ ظ. (٤) تاريخ بغداد ٨/ ٢٤٣، والأنساب ٤٣ و، والطبقات السنية. (٥ - ٥) فى ا: «على الله»، والمثبت فى سائر الأصول، وتاريخ بغداد، والأنساب، والطبقات السنية.