قال الطّحاوىّ (٢): سمعت سليمان بن شعيب (٣)، يقول: سمعت علىّ ابن معبد بن شدّاد، يقول: لمّا دخلت على المأمون، قال لى: يا علىّ، قد بلغنا عنك أحوال جميلة، وقد رأيت أن أولّيك قضاء مصر.
فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّى أضعف عن ذلك.
فقال لى: فاستعن (٤) بأخيك، فقد قيل لى: إن معه (٥) فضل وعلم (٥)، كما استعنت أنا بأخى هذا. فالتفتّ فإذا المعتصم قائم، فأدارنى فلم أجبه، فتبيّن الغيظ فى وجهه، فقلت: إنّ لى يا أمير المؤمنين حرمة.
فقال لى: وأىّ حرمة لك؟
قلت: لسماعى معه العلم، ومجالستى مع أهله، منهم محمد بن الحسن.
فقال لى: ومن أين كنت تصل إلى محمد بن الحسن؟
فقلت: بأبى معبد بن شدّاد.
(*) ترجمته فى: الطبقات السنية، برقم ٢٥٢٠. (١) برقم ١٠١٥. (٢) القصة فى: الولاة والقضاة، للكندى ٤٤٢، ٤٤٣ باختلاف يسير. (٣) أى الكيسانى. كما فى الولاة والقضاة. (٤) فى ا: «استعن». (٥ - ٥) كذا فى النسخ بالرفع، وضبط آخر الكلمتين بالضم والتنوين فى: الأصل، ا، وكأنه على حكاية لفظ المأمون وسياق رواية الولاة والقضاة مختلف.