قال يزيد بن كميت (٢): كان لأبى حنيفة جار أسود (٣) يكنى أبا حماد، وكان يلتقط البعر والشوك ويبيعه، فربّما شرب، ويغنّى:
* أضاعونى وأىّ فتى أضاعوا
(٤) * فكان أبو حنيفة إذا سمعه يضحك منه، فأخذه الحرس ليلة سكران، فسجنه، ففقد أبو حنيفة صوته، فقال: ما فعل أبو حمّاد الذى كان يقول:
* أضاعونى وأىّ فتى أضاعوا
* قالوا: حبس.
قال: ما علمت.
(*) ترجمته فى: كتائب أعلام الأخيار ٢٠٣، الطبقات السنة، برقم ٢٨٥٧، الفوائد البهية ٦٨. وفى م «السفكردى» والكلمة مضطربة الرسم فى الأصل. والمثبت فى: ا، ومما يأتى فى الأنساب. (١) أى: وتأتى بقية ترجمته. (**) ترجمته فى: الطبقات السنية، برقم ٢٨٥٨. (٢) القصة مشهورة متداولة فى الكتب بروايات مختلفة. وانظر مثلا أخبار أبى حنيفة وأصحابه ٤٠. (٣) فى م: «سوء». (٤) عجز البيت: * ليوم كريهة وسداد ثغر* وهو للعرجى عبد الله بن عمر بن عمرو الأموى القرشى، المتوفى سنة عشرين ومائة. وانظر للبيت: ديوانه ٣٥، والشعر والشعراء ٢/ ٥٧٤، الأغانى ١/ ٤١٣، واللسان (س د د) ٤/ ٢٠٧، وخزانة الأدب ١/ ٩٩.