«وأما هِيْت، فهو: مُخَنَّثٌ كان بِالمَدِينة يَدخُلُ عَلى أَزْوَاجِ النبي ﷺ، وهو الذي قال لعبد الله بن أبي بكر الصِّدِّيق ﵄: إن فَتَح اللهُ عَليكم الطَّائِفَ (١) غَدًا» (٢). وساقه إلى آخره.
قلت: وهذا وَهَمٌ ظَاهِر؛ لأن الذِي خَاطَبه هِيْتٌ بهذا الكَلام هو عبدَ اللهِ بنَ أَبِي أُمَيَّة، أخُو أُمِّ سَلَمة لأبِيها، وأُمُّه عَاتِكَة بنتُ عبدِ المُطَّلِب عَمَّةُ رَسولِ الله ﷺ. وذِكْرُ ذلك مُخَرَّجٌ في الصَّحِيحين.
رواه هِشِامُ بن عُروة، عن أَبِيه، عن زَيْنَب بنتِ أبي سَلَمَة، عن أُمِّها أُمِّ سَلَمة قالت: «دَخَل عَلَيَّ رَسولُ الله ﷺ، وعِنْدِي مُخَنَّثٌ فَسَمِعَه يقول لعبد الله بنِ أبي أُمَيَّة: يا عبد الله، أَرَأَيتَ إِنْ فَتَح اللهُ عَليكُم الطَّائِفَ غدًا (٣)، فَعَليك بابْنَةِ غَيْلَان؛ فإنها تُقْبِلُ بِأَرْبَع، وتُدْبِرُ بِثَمَان. قال فقال رَسولُ الله ﷺ: لا تُدْخِلْنَ هَؤُلاءِ عَلَيْكُنَّ».
رواه كذلك عن هِشَامٍ: سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنة. أخرجه البُخَاري (٤)، عن الحُمَيْدِي، عنه.
وتَابَعَه أبو أُسَامة، وزُهَيْر (٥)، وجَرِير، وأبو مُعَاوِيَة، ووَكِيعٌ (٦)، وعَبْدَةُ (٧): عن هِشَام.
(١) هنا ينتهي الخرم الواقع في نسخة «ف»، والذي بدأ من باب (٢٨١) (باب: نفير، ونقير). (٢) «المؤتلف والمختلف» (٤/ ٢٣١٢). (٣) كلمة (غدًا) ليست في «ش». (٤) «الجامع الصحيح» (٤٣٢٤). (٥) أخرج حديثه البخاري (٥٨٨٧). (٦) وأخرج حديث جرير، ووكيع، وأبو معاوية: مسلم (٢١٨٠). (٧) أخرج حديثه البخاري (٥٢٣٥).