قال (٢): قوله: حَاجَّة تَصْحِيف، وإنَّما هو: حَافِيَة.
وذَكر حديثًا، عن يَحيى بن سَعِيد الأنصاري، عن عُبَيد الله بن زَحْر، أنه سَمِع أبا سعيد الرُّعَيْنِي يُحَدِّث، عن عبد الله بن مَالِك أنه سَمِع عُقْبَةَ بنَ عَامِر الجُهَنِي يَذْكُر: أن أُخْتَه نَذَرَت أن تَمْشِيَ إلى البَيت حَافِية، غير مُخْتَمِرة. فذكر ذَلك عُقْبةُ لرسولِ الله ﷺ فقال: رسولُ اللهِ ﷺ: مُر أُخْتَك فَلْتَركَب، ولْتَخْتَمِر، ولْتَصُم ثَلاثةَ أَيَّام» (٣).
قلت أنا: ولستُ أعرفُ لَعبد الغَنِي وَهَمًا في كَلامِه؛ لأنه قال:(تَمْشِي حَاجَّة) وهو مِثلُ قَوْلِه: (تَحُج مَاشِية)، لا فَرق بَينهُما بِحَال، ولم يُورِد (٤) لفظ الحديث ونَقَل فيه: أن تَمْشِي إلى البيتِ حَاجَّة. فَيَظُن أَنَّه قد صَحَّف حَاجَّة بِحَافِيَة، ولو قال أبو محمد ما ذَكَر الخَطِيب، وهو حَافِيَة = لم يكن للكلام مَعْنى؛ لأنه كان يَصِير: نَذَرت أن تَمْشِي حَافِيَة. ولا يَظْهَر مِنْ هذا اللفظ أنها أَرَادت بِذلك في الحَجِّ.
(١) «المؤتلف والمختلف» للأزدي (١/ ٢٠٩). (٢) يعني: الخطيب. (٣) أخرجه أحمد (١٧٣٤٨) وغيره، من طريق يحيى بن سعيد. (٤) في «ش»: (ولم أر).