روى عنه: يعقُوب بن سفيان، ومحمد بن محمد البَاغَنْدِي، وأبو بكر بنُ أبي داوُد، وغيرُهم».
قلت: وهذان الاسمان قد ذكرهما عبدُ الغَنِي بن سعيد في كتابه في «المؤتلف والمختلف»(١).
قال الخطيب:
«ذكر أبو محمدٍ (٢): الحُسَينَ بنَ بَقَاء بن محمد الهَمْدانِي، وقال -فيما رواه لنا: أبو عبد الله محمد بن عِلي الصُّورِي، عنه-: يُكْنَى أبا عَلِيٍّ. وقال -فيما روى لنا أبو عبد الله محمد بن سَلامة القُضَاعِي، عنه-: يُكنى أبا عبد الله.
قلت: وهذا الرجل لا أعرفه، والمِصْريُّون يعرفُونه، فينبغي أن يُعْرَض عليهم؛ ليُبِيِّنُوا الصَّواب مِنْ الروايتين، فإن أحدَ القَوْلَين خَطَأٌ، والله أعلم». هذا آخر كلامِه.
وَجَمْعُه هَذا في أغْلاطِ أبي مُحَمد = غَلَطٌ؛ لأن الرواة عن عبد الغَنِي لم يَتَّفِقُوا على أنه قال فيه الكُنْيَتَان، وإنما هو خُلْفٌ بَيْن مَنْ رَوى عنه، فإن صَحَّت إِحْدى الكُنْيَتَيْن، فقد غَلِط مَنْ ذُكِر عنه الأُخْرَى -وإن لم يَكُنْ له كُنْيَتان-.
وقَطْعُه بأن أحد القَوْلَين خَطَأٌ = عَجَبٌ؛ كأنَّ رجُلًا (٣) لا يُجوز أن يكونَ له كنيتان، وكأنَّه لم يَسْمَع بأن عثمانَ بن عَفَّان ﵁ لَهُ كُنيتان: أبو عبدِ الله، وأبو عَمْرٍو، وأنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طَالِب ﵁ لَه كُنْيتان: أبو تُرَابٍ، وأبو الحَسَن، ولو عَددنا مَنْ له كُنيتان لطَال الكِتابُ جِدًّا، وخَرَجْنَا عَمَّا أردنَاه.