وصلّى المغرب مرّة مع المهدىّ (١)، فلما قضى الصلاة قعد (٢) فى قبلته، فقام المهدىّ يتنفّل، فقال: شئ أولى بك من النافلة.
قال: وما ذاك؟
قال: سلّام مولاك (٣)، غصب ضيعة، وقد صحّ ذلك عندى، (٤) تأمر بردّها (٤).
فقال المهدىّ:(٥) متى نصبح (٥) إن شاء الله تعالى.
فقال: لا، إلّا الساعة.
فأمر المهدىّ بردّها تلك الساعة.
وقامت إليه امرأة (٦)، فقالت: لحيتك ما تدعك أن تفهم عنّى.
وكان طويل اللحية. فقال بلحيته هكذا، ثم قال: تكلّمى.
قال الخطيب: أخبرنا علىّ بن المحسّن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر،
(١) القصة فى تاريخ بغداد ٨/ ٣٠، ٣١. (٢) فى م: «وقعد». وفى تاريخ بغداد: «فلما انصرف المهدى من المغرب جاء العوفى حتى قعد فى قبلته». (٣) فى تاريخ بغداد بعد هذا: «قال: وهو قائم على رأسه». (٤ - ٤) فى الأصل: «يأمر المهدى بردها»، وفى ك: «تأمره بردها»، والمثبت فى: ا، م، وتاريخ بغداد. (٥ - ٥) فى تاريخ بغداد: «يصح»، وهو خطأ. (٦) القصة فى تاريخ بغداد ٨/ ٣١، ومعها طرائف من أخبار لحيته.