إصلاح صلاته لحديث المسيء صلاته وفيه:«ارجع فصل فإنك لم تصل … »(١)، وكيفية الإتيان بها أنه يأتي بها بانيا على ما سبق من الركعات، ولو كانت تلك الركعة إحدى الأوليين، ويسجد بعد ذلك قبل السلام لانقلاب ركعاته حيث كان إماما أو فذا، فإن لم تكن من إحدى الأوليين، فإنه يسجد بعد الإتيان بتلك الركعة بعد السلام لتمحض الزيادة.
(ولا) لنقص (سجدة)؛ أي: أو ركوع، أو رفع منهما، وذكر ذلك في حال قيامه مثلا أو تشهده قبل سلامه تحقق نقصها، أو شك فيه، والفرض أنه لم يمكنه تلافيه في محله، فإنه يأتي ببدل المشكوك فيه ويسجد قبل السلام، لأن الفرض في السجود قبل، والمراد بالشك مطلق التردد فيشمل الظن والشك والوهم. هذا في الفرائض لأن الشك في النقص فيها كتحققه في وجوب الإتيان ببدل المشكوك فيه بخلاف السنن فلا يسجد لنقصها إلا عند تيقن النقص أو التردد فيه على السواء، لا عند توهمه.
(ولا لترك القراءة في الصلاة كلها، أو في ركعتين منها، وكذلك في ترك القراءة في ركعة من الصبح) لو قال لنقص فريضة أو ركن لكان أخصر، وما ذكره من عدم الجبر بالسجود لنقص ركعة أو سجدة مجمع عليه، وما ذكره من عدم الجبر في ترك القراءة يعني قراءة أم القرآن في الصلاة كلها هو قول الأكثر، وهو الراجح، لقوله ﷺ:«لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»(٢) وهي نكرة منفية فعمت جميع الركعات، وما ذكره من عدم الجبر في ترك القراءة في الركعتين، قال ابن ناجي: هو مؤثر في البطلان.
وقال الفاكهاني: في ترك القراءة في نصف الصلاة كركعة من الثنائية، أو ركعتين من الرباعية ثلاثة أقوال:
أشهرها: أنه يتمادى ويسجد قبل السلام، ويعيد صلاته احتياطا على جهة الندب.
(١) تقدم تخريجه. (٢) رواه البخاري (٧٥٦)، ومسلم (٣٤) (٣٩٤).