لا نكاد نفصّل في شرح الزجاجي بين اللغة والنحو والصرف … فقد كان الشارح يتناول الجوانب جميعها في اللفظة الواحدة، فنجده:
١ - يعرض لبعض المسائل اللغوية والنحوية بمزيد من التوسع فبعد أن كان يذكر المسألة يورد عليها اعتراضات وتفريعات يبدأها بقوله:"فإن قال قائل. . ."(١).
٢ - يتعمّق في توجيه الآراء المختلفة ويجيد في استنباطها وإدراك الأصل الذي ترجع إليه. ومثال ذلك: إنه بعد أن أفاض من ذكر الخلاف بين النحاة في مسألة: (قبل - بعد) إعرابًا وبناءً وتعليلًا قال: "وهذا كله قول الفراء، ولولا كراهة التطويل لبيّنت ما يلزمه في. . ."(٢).
٣ - يحرص على ذكر الأصل اللغوي للكلمة مع ذكر المعاني المختلفة للمادة (٣).
٤ - يذكر آراء النحاة حول المسألة الواحدة، مرجحًا بعض الآراء على بعض. ومن ذلك ما ذكر من رأي كل من سيبويه والمبرد في جواز إظهار الفعل مع "أما المفتوحة الهمزة يقول: " … والقول ما قاله سيبويه … " (٤).
٥ - حصر بعض المسائل اللغوية والنحوية، مثال ذلك: قوله: ". . ."أما" ليس لها ثالث في جميع كلام العرب (٥).
٦ - يوثق الآراء التي يوردها بإسنادها لأصحابها وإسناد الروايات اللغوية وغيرها إلى رواتها يقول:"أنشدني أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قال: أنشدني المبرد. . ."(٦).
(١) تفسير رسالة أدب الكتّاب: ٥٥ وما بعدها. (٢) نفسه: ٥٩. (٣) تفسير رسالة أدب الكتاب: ٧٧. (٤) نفسه: ٥٣. (٥) نفسه: ٥٣. (٦) نفسه: ٢٥.