[باب "من" إذا اتصلت]
قوله: "وَتَكْتُبُ: فِيمَنْ تَرْغَبُ" (١)، الكلام.
ط: "هَذِهِ عِبَارَةٌ فَاسِدَةٌ تُوهِمُ مَنْ يَسْمَعُهَا أَنَّ "مَنْ" إِنَّمَا تَكُونُ اسْمًا إِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى الَّذِي وَإِنَّهَا إِذَا كَانَتِ اسْتِفْهَامًا لَمْ تَكُن اسْمًا، وَهِيَ اسْمٌ فِي كِلَا الْمَوْضِعَيْنِ، وَإِنَّمَا كَانَ الصَّوَابُ أَنْ يَقُولَ: مَقْطُوعَةٌ لِأَنَّهَا خَبَرٌ، أَوْ يَقُولُ: إِذَا كَانَتْ خَبَرًا أَوْ اسْتِفْهَامًا، حتى يَصِحَّ كلامُهُ وَيَسْلَمَ مِنَ الْخَلَلِ" (٢).
وَقَالَ فِي هَذَا الْبَابِ: "وَكُلُّ مَنْ" مَقْطُوعَةٌ فِي كُلِّ حَالٍ، وَأَمَّا "مِمَّا" وَ "مِمَّنْ" فَمَوْصُولَتَانِ أَبَدًا" (٣) وَهَذَا تَنَاقُضٌ مِنْهُ لِأَنَّهُ قَدْ قَالَ فِي صَدْرِ الْبَابِ: تَكْتُبُ "عَمَّنْ سَأَلْتَ" وَ "مِمَّنْ طَلَبْتَ" فَتَصِلُ الْإِدْغَامَ (٤).
وَقَالَ: "تَكْتُبُ (فِيمَنْ تَرْغَبُ)، فَتَصِلُ فِي الْإِسْتِفْهَامِ" (٥). وَإِنَّمَا أُتِيَ فِي هَذَا مِنْ سُوءِ الْعِبَارَةِ وَكَانَ الصَّوَابُ أَنْ يَقُولَ: وَ "كُلُّ مَنْ" إِذَا كَانَتْ خَبَرًا غَيْرَ اسْتِفْهَامٍ فَهِيَ مَقْطُوعَةٌ أَبَدًا إِلَّا "مِمَّنْ" وَ "عَمَّنْ" فَإِنَّهُمَا مَوْصُولَتَانِ - وَإِنْ كَانَتَا لِغَيْرِ الْاِسْتِفْهَامِ - مِنْ أَجْلِ الْإِدْغَامِ، وَإِنْ كَانَ أَرَادَ أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي هِيَ "كُلُّ" إِذَا أُضِيفَتْ إِلَى "مَنْ" فَهِيَ مَقَطُوعَةٌ، فَهُوَ كَلَامٌ صَحِيحٌ لَا اعْتِرَاضَ فِيهِ، وَأَظُنُّهُ هَذَا أَرَادَ.
(١) أدب الكتاب: ٢٣٨ فيمن رغبت.(٢) الاقتضاب: ٢/ ١٢٠.(٣) أدب الكتاب: ٢٣٨.(٤) نفسه.(٥) نفسه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute