والجذامي يشرح المفردات بتأن حيث يذكر تفسيرات العلماء ويذكر استشهاداتهم فيطرح بذلك مجموعة من أوجه استعمال الكلمة. وهو يشرح المفردات متتابعة بحسب ورودها في "أدب الكتاب": "الرقمة: الكية، ظبيتها: فرجها، وضرتها: لحمة ضرعها، وقوله: المركل ع: أبو علي: المركل المعد".
كما أنه يسعى إلى تقصّي معانيها المختلفة بإيراد تقاليبها: مثال قوله: "دِرِّيٌّ: كسر أوله لثقل ضمة بعدها كسرة وياءان"(١). الضَّبْعَةُ: الشَّهْوَةُ لِلْفَحْلِ يقال: ضَبَعَتِ الناقة، وضَبُعَتْ ضَبَعَةً، وأَضْبَعَتْ، وَاسْتَبْضَعَتْ" (٢).
كما يذكر لغات اللفظة الواحدة: "عِجْسٌ، وعُجْسٌ، وعِجْسٌ، ثلاث لغات" (٣). وقد يضيف كلمات أخرى لتعضيد الشرح، وهي غالبًا من اللغات المختلفة بين القبائل لنفس الكلمة: "القَوَارِي قال يعقوب: يقول لها أهل العراق: الزَّرَازِيرُ" (٤).
ونجده يسعى إلى إثبات الكلمات بالشكل والحروف: "ع: كسر الميم في المِرْفَقِ على إخراجه مخرج الآلات والفتح على أنه الموضع الذي يرتفق عليه" (٥). قال أبو علي: يقال: حَوْصَلَّةٌ بالتشديد، وحَوْصَلَةٌ بالتخفيف، وحَوْصَلَاءٌ بالتخفيف والمد. وقال أبو علي: إذا فتحت شددت، وإذا كسرت خففت"(٦).
كما نجده يثبت الشرح بالاستعانة بمحاكاة اللفظ للمعنى مثال الْقَضْمُ والخَضْمُ (٧).