ط: "هَذَا الْبَيْتُ لِلْمُضَرِّبِ بن كَعْبٍ بن زُهيرٍ، وَسُمِّيَ المُضَرِّبَ لأَنَّهُ شَبَّبَ بِامْرَأَةٍ فَغَارَ أَخُوهَا لِذَلِكَ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ ضَرَبَاتِ كَثِيرَةٍ.
وَصَف أَنَّ مَحْبُوبَتَهُ لَقِيهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ مُلَبٍّ، فَتَوَرَّعَ عَنِ الكَلَامِ مَعَهَا. وَمَعْنَى "فِيئِي": ارْجِعِي وَ "الحَرَامُ": المُحْرِمُ. وَ "لَبِيبُ" هَا هُنَا بِمَعْنَى: مُلَبٍّ. وَهُوَ نَادِرٌ. لأَنَّ فَعِيلًا لا يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى مُفَعِّلٍ، وَإِنَّمَا يَجِيءُ أَصْلًا مِنْ فَعُلَ المَضْمُومِ العَيْنِ: كَظَرِيفٍ مِن ظَرُفَ وَهَذَا بَابَهُ المُطَّرِدُ" (١).
وَقَالَ فِي "شَرْحِ السِّقْطِ": " [ … ] (٢) وَإِمَّا يَأْتِي بِمَعْنَى "فَاعِلٍ"، كَقَوْلِهِمْ: عَلِيمٍ بِمَعْنَى: عَالِم [وَقَدِيرٍ بِمَعْنَى: قَادِرٍ، إِذَا أَرَادُوا المُبَالَغَةَ. وَيَأْتِي بِمَعْنَى: "مُفْعِلٍ" المَكْسُورِ العَيْنِ. كَقَوْلِهِمْ:] (٣) عَذَابٍ أَلِيمٍ بِمَعْنَى: مُولِم. وَأَنْ يَأْتِي بِمَعْنَى: "مَفْعَلِ" المَفْتُوحَ العَيْنِ. كَقَوْلِهِمْ: رَبٌّ عَقِيدٌ بِمَعْنَى مُعْقَدٍ، وَسِكِّينٍ حَدِيدٍ بِمَعْنَى مُحَدٍّ، وَأَنْ يَأْتِي بِمَعْنَى "مُفَاعِلٍ" المَكْسُورِ العَيْنِ وَالمَفْتُوحِ العَيْنِ كَقَوْلِهِمْ: أَكِيلٌ، وَجَليسٌ، وَشَرِيبٌ. قَالَ الرَّاجِزُ:
رُبَّ شَرِيبٍ لَكَ ذِي حُسَاسِ (٤)
وَ "بَعْدَ" فِي هَذَا البَيْتِ بِمَعْنَى: "مَعَ"، لأَنَّ التَّلْبِيَةَ لَيْسَتْ بَعْدَ الإِحْرَامِ بِالحَجِّ إِنَّمَا هِيَ مَعَهُ. وَقَوْلُهُ: فِيءِ إِلَيْكِ: أَمْرٌ بَعْدَ أَمْرٍ، عَلَى مَعْنَى التَّأْكِيدِ في إِبْعَادِهَا عَنْ نَفْسِهِ" (٥).
= الشبل بن الصامت. وهو في: مجاز القرآن: ١/ ١٤٥، و ٢/ ٣٠٠؛ أمالي القالي: ٢/ ١٧١؛ الجمهرة: ٣/ ٤٢٨؛ الكامل: ٢/ ١٧١؛ أمالي ابن الشجري: ١/ ٢٥١؛ الخزانة: ٢/ ٩٦.(١) الاقتضاب: ٣/ ٤٣٤.(٢) بياض في الأصل.(٣) بياض في الأصل وما أثبتناه من الاقتضاب: ٣/ ٤٣٤ - ٤٣٥.(٤) البيت بدون نسبة في: أمالي القالي: ١/ ١٧٦؛ أمالي الزجاجي: ١٨٧؛ السمط: ١/ ٤٣٧؛ مقاييس اللغة: ٢/ ١٠؛ شروح السقط: ٣/ ١٤٣؛ وأنشده أبو زيد عن ابن الأعرابي في نوادره: ٤٧٩؛ الزاهر: ١/ ٦؛ أضداد أبي الطيب: ١/ ٣٨٥؛ وبعده: (شرابه الحز المواسي).(٥) الاقتضاب: ٣/ ٤٣٤ - ٤٣٥.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute