وَ "التَّوَسُّمُ": التَّشَبُّثُ فِي النَّظَرِ. وَ "الشَّاكِي": التَّامُ السِّلَاحِ. وَقِيلَ: هُوَ الْحَادُّ السِّلَاحِ شُبِّهَ بِالشَّوْكِ. وَيُقَالُ: شَاكٍ بِكَسْرِ الكَافِ، وَشَاكٌ بِضَمِّهَا. فَمَنْ كَسَرَهَا جَعَلَهُ مَنْقُوصًا مِثْلَ: قَاضٍ. وَفِيهِ قَوْلَانِ.
قِيلَ: أَصْلُهُ "شَائِكٌ" فَقُلِبَ. كَمَا قَالُوا: جُرُفٌ هَارٍ، وَاشْتِقَاقُهُ عَلَى هَذَا مِنَ الشَّوْكَةِ.
وَقِيلَ: أَصْلُهُ شَاكٌ مِنَ الشَّكَّةِ، كَرِهُوا اجْتِمَاعَ المِثْلَيْنِ، فَأَبْدَلُوا الآخِرَ مِنْهُمَا يَاءٌ وَأَعَلُّوهُ إِعْلَالَ قَاضٍ.
وَمَنْ ضَمَّ الْكَافَ فَفِيهِ قَوْلَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ أَصْلَهُ شَوْكٌ عَلَى مِثَالِ: "فَعِلٍ" انْقَلَبَتْ وَاوُهُ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا.
وَقِيلَ: هُوَ مَحْذُوفٌ مِنْ شَائِكٍ كَمَا قَالُوا: جُرُفٌ هَارٌ فَضَمُّوا الرَّاءَ.
وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ لَا تَجُوزُ فِي هَذَا الْبَيْتِ وَهِيَ: شَاكٌّ، بِتَشْدِيدِ الكَافِ، وَهَذَا مَشْتَقٌّ مِنَ الشِّكَّةِ لَا غَيْرُ.
وَ "المُعْلِمُ": الَّذِي يَشْهَرُ نَفْسَهُ بِعَلَامَةٍ يُعْرَفُ بِهَا. وَ "الأَغَرُّ": فَرَسُهُ. وَ "النَّثْرَةُ": الدِّرْعُ السَّابِغَةُ. وَكَذَلِكَ "الزَّغْفُ". وَمِنْهُ يُقَالُ: زَغَفَ فِي الْحَدِيثِ: إِذَا زَادَ فِيهِ. وَقِيلَ: هِيَ اللَّيِّنَةُ المَجَسَّةِ" (١).
"وَبَيْتُ أَبِي النَّجْمِ (٢) مِنْ شِعْرٍ يَمْدَحُ بِهِ الحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ. وَقَبْلَهُ:
هُوَ الَّذِي أَوْقَعَ بِالصَّعَافِقِ … وَبِالشَّبِيبِي وَبِالأَزَارِقِ (٣)
وَكُلَّ مَنْ يَدْعُو بِقَلْبٍ مَارِقِ … فَأَصْبَحُوا فِي الْمَاءِ وَالخَنَادِقِ" (٤)
(١) الاقتضاب: ٣/ ٤٠٨ - ٤٠٩.
(٢) أنشده في أدب الكتّاب: ٥٦٢ وهو: (من بين مقتول وطاف غارق) وليس في ديوانه؛ الجواليقي: ٢٨٤. اللسان (غرق).
(٣) الأبيات في الديوان: ١٤٤؛ الاقتضاب: ٣/ ٤٠٩.
(٤) الاقتضاب: ٣/ ٤٠٩.