(عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ) سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- (أَنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- جَمَعَ لَهُ أَبويهِ)؛ أي: في التفدية، حيث قال:"ارم فداك أبي وأمي". (يَوْمَ أحُدٍ)؛ أي: غزوة أُحُد. (قَالَ) سعد مبيّنًا سبب تفدية النبيّ -صلى الله عليه وسلم- له بأبويه:(كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال صاحب "التنبيه": لا أعرفه (٢). (قَدْ أَحْرَقَ الْمُسْلِمِينَ)؛ أي: أثخن فيهم، وعَمِل فيهم نحو عمل النار، قاله النوويّ (٣)، وقال القرطبيّ: أي: أصاب منهم كثيرًا، وآلمهم حتى كأنه فعل فيهم ما تفعله النار من الإحراق. انتهى (٤).
(فَقَالَ لَهُ)؛ أي: لسعد، وفيه التفات، فإن الظاهر أن يقول: فقال لي (النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "ارْمِ فِدَاكَ أَبِي، وَأُمّي"، قَالَ) سعد (فَنَزَعْتُ لَهُ بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيهِ نَصْلٌ)؛ أي: رميته بسهم لا حديدة فيه، وأصل النزع: الجذب، (فَأَصَبْتُ جَنْبَهُ) قال النوويّ: كذا في أكثر الأصول بالجيم والنون، وفي بعضها:"حبته" بحاء مهملة، وباء موحّدة مشدّدة، ثم مثناة فوق؛ أي: حبة قلبه. انتهى.