وكلهم ذُكروا في الباب، والبابين قبله، و"ابْنُ أَبِي عُمَرَ": هو محمد بن يحيى بن أبي عمر الْعَدنيّ، ثم المكيّ.
[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]
أنه من خماسيّات المصنّف رحمه اللهُ، وأنه مسلسلٌ بالمدنيين من عبيد الله، وشيخه وسفيان مكيّان، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه - رأس المكثرين السبعة.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه - أنه (قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي طَائِفَةٍ مِنَ النَّهَارِ)؛ أي: في قطعة منه، وحَكَى الكرمانيّ أن في بعض الروايات:"صائفة" بالصاد المهملة بدل "طائفة"؛ أي: في حرّ النهار، يقال: يوم صائفٌ؛ أي: حارّ (١). (لَا يُكَلِّمُنِي وَلَا أُكَلِّمُهُ) أما من جانب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فلعله كان مشغولَ الفكر بوحيٍ، أو غيره، وأما من جانب أبي هريرة فلتوقيره، وكان ذلك من شأن الصحابة -رضي الله عنهم- إذا لم يروا منه -صلى الله عليه وسلم- نشاطًا (٢). (حَتَّى جَاءَ سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ) قال ياقوت: "قينقاع" بفتح القاف، وسكون التحتانيّة، وضمّ النون، وفتحها،
(١) "الفتح" ٥/ ٥٨٥، كتاب "البيوع" رقم (٢١٢٢). (٢) "الفتح" ٥/ ٥٨٥، كتاب "البيوع" رقم (٢١٢٢).