وقرئ:(تَصْعَدون) بفتح التاء وفتح العين (١)، من الصعود وهو الطلوع في ارتفاع، يقال: صَعِدَ في الجبل، وأصعد في الأرض (٢).
وقرئ:(ولا تَلُون) بواو واحدة (٣)، وقد ذكرت وجهها عند قوله تعالى {يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ}(٤).
وقرئ أيضًا:(تَصعَّدون) بفتح التاء والعين مشددة (٥)، من تَصعَّدَ في الجبل وصَعَّدَ فيه بمعنًى.
وقرئ أيضًا:(يُصْعِدُون) و (يَلْوُون) بالياء النقط من تحته فيهما (٦)، والمراد به المؤمنون كقراءة الجمهور، ثم رجع إلى الخطاب، كقوله:{الْحَمْدُ لِلَّهِ}، ثم قال:{إِيَّاكَ}(٧)، وعكسه:{حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ} ثم قال: {وَجَرَيْنَ بِهِمْ}(٨)، ونحو هذا شائع في كلام القوم نظمهم ونثرهم وقد ذكر (٩).
{وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}: مبتدأ وخبر في محل النصب على
(١) نسبها الفراء ١/ ٢٣٩، والطبري ٤/ ١٣٢، والزمخشري ١/ ٢٢٣ إلى الحسن، وأضافها البغوي ١/ ٣٦٢، وابن عطية ٣/ ٢٦٥، والقرطبي ٤/ ٢٣٩ إلى السلمي، ومجاهد، وقتادة، وأبي رجاء العطاردي أيضًا. (٢) الكشاف ١/ ٢٢٣، وهو قول الفراء، والطبري، والزجاج كما في المواضع السابقة، وحكاه البغوي/ ٣٦٢ عن أبي حاتم. وقال المفضل: صعد، وأصعد، وصعّد بمعنى واحد. (القرطبي ٤/ ٢٤٠). (٣) هي قراءة الحسن كما في إعراب النحاس ١/ ٣٧٠، والكشاف ١/ ٢٢٣، والقرطبي ٤/ ٢٣٩. (٤) انظر إعراب الآية (٧٨) من هذه السورة. (٥) نسبها الزمخشري ١/ ٢٢٣، وأبو حيان ٣/ ٨٢ إلى أبي حيوة. (٦) نسبت إلى ابن محيصن، وابن كثير في رواية شبل. انظر المحرر الوجيز ٣/ ٢٦٦، وتفسير القرطبي ٤/ ٢٣٩. (٧) من الفاتحة. (٨) من سورة يونس (٢٢). (٩) ذكره آخر إعراب {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} من الفاتحة، وانظر تعليله هناك.