قوله عز وجل:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} الضمير المنصوب في {أَنْزَلْنَاهُ} للقرآن وإن لم يجر له ذكر لحصول العلم به، وإن شئت قلت: للمُنْزَل، يدل عليه {أَنْزَلْنَاهُ}(١). وقيل: لجبريل - عليه السلام - (٢).
وقيل: لأول القرآن (٣). وقيل: للقضاء والقدر النازل إلى الأرض من السنة إلى السنة في هذه الليلة، والوجه هو الأول وعليه الأكثر.
وأصل {إِنَّا}: إننا، فحذفت إحدى النونات كراهة اجتماع الأمثال، والمحذوفة هي الوسطى، بشهادة قوله جل وعز:(وإنْ كُلًّا) على قراءة من خفف، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (٤).
وقوله:{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} في الكلام حذف تقديره:
(١) انظر إعراب النحاس ٣/ ٧٤٢. (٢) قاله الماوردي ٦/ ٣١١. (٣) كأنه أخذه من قول الشعبي: نزل أول القرآن في ليلة القدر. انظر جامع البيان ٣٠/ ٢٥٨. (٤) انظر إعرابه للآية (١١١) من هود، والقراءة من المتواتر.